الاثنين، 1 يوليو 2013

{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185)،



قال الحافظ ابن كثير "وكان ذلك -أي إنزال القرآن- في شهر رمضان في ليلة القدر 

منه، كما قال تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر

وكان جبريل عليه السلام يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن كل ليلة 

في رمضان -كما في "الصحيحين"-، وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة،

وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل القرآن مرتين

وكان للسلف رحمهم الله إهتمام خاص بالقرآن في هذا الشهر الكريم،فكانوا 

يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته،وربما تركوا مدارسة العلم من أجل أن 

يتفرغوا له، 

فكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة،وكان بعضهم يختم القرآن في 

قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر،

كانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها،

فكان للإمام الشافعي  في  رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة

وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان   

وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً وفي رمضان في كل ثلاث

،وفي العشر الأواخر في كل ليلة،

ومما ينبغي أن يعلم ....أن ختم القرآن ليس مقصوداً لذاته

 وأن الله عز وجل إنما أنزل هذا القرآن للتدبر والعمل

لا لمجرد تلاوته والقلب غافل لاه، 

قال سبحانه كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ص29،

وقال أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها محمد 24 

وقد وصف الله في كتابه أمماً سابقة بأنهم

أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني البقرة78 

وهذه الأمية هي أمية عقل وفهم، وأمية تدبر وعمل، لا أمية قراءة وكتابة

، والأماني هي التلاوة -كما قال المفسرون-، بمعنى أنهم يرددون كتابهم من غير 

فقه ولا عمل.


 ومن الخطأ...... أن يحمل أحدنا الحماس -عندما يسمع الآثار عن السلف التي تبين 

اجتهادهم في تلاوة القرآن وختمه- فيقرأ القرآن من غير تمعن، ولا تدبر، ولا مراعاة 

لأحكام التجويد، أو مخارج الحروف الصحيحة، حرصاً منه على زيادة عدد الختمات، 

وكون العبد يقرأ بعضاً من القرآن جزءاً أو حزباً أو سورة بتدبر وتفكر خير له من أن 

يختم القرآن كله من دون أن يعي منه شيئاً،

 وكان يقول ابن مسعود رضى الله عنه"إذا سمعت الله 

يقول يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك، فإنه خير تُؤْمَر به، أو شر تُصْرَف عنه"، 

وقال الحسن "أنزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً

فاحرص -أخي الصائم- على تلاوة القرآن في هذا الشهر بتدبر وحضور قلب، واجعل 

لك ورداً يوميًّا لا تفرط فيه، ولو رتبت لنفسك قراءة جزأين أو ثلاثة بعد كل صلاة 

لحصَّلت خيراً عظيماً، ولا تنس أن تجعل لبيتك وأهلك وأولادك نصيباً من ذلك

 والله يهدي السبيل



إقرأ المزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق