في الايام القليلة الماضية اثيرت قضية والد عذب ابنته الصغيرة التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها الي ان ازهق روحها وكانت ذريعته انه شك في سلوكها. وبعد تقديمه للمحاكمة افرج عنه القاضي استنادا الي حديث . والحقيقة هي انني شعرت بهم كبير بسبب خروج ذلك الاب الشاذ من القضية كالشعرة من العجين. فأنا لا اتصور ان تكون بنت الرابعة او الخامسة سيئة السلوك . ولا اتصور ان يكون العقاب بتوقيع الاذي علي الاماكن الحساسة في جسدها ولا اتصور ان يكون القاضي الذي اصدر الحكم والدا تحركت في قلبه عاطفة الابوة ولا اتصور قانونا سويا يبيح لأي اب ان يقتل ولده وهو في مأمن من عقوبة قانونية.
وفي خلال ايام سلط الاعلام ضوءا علي قضية والدين عذبا طفلا بماء مغلي. وحتي اكون منصفة انصب اهتمامي وانا اقرأ تلك التفاصيل المروعة علي الام التي شاركت في الجريمة. وتساءلت هل من الممكن ان تقف ام صامتة وهي تري زوجها يهم بحرق جسد المولود؟ هل غلبها الخوف من فقدان حظوة عند زوجها فسكتت؟ هل شاركت في الجرم باختيارها؟ هل ادركت فداحة الفعل حين اكتشف الامر؟
مهما كانت الاجوبة فان مثلها لا تستحق نعمة الامومة ومثل زوجها لا يختلف عن الوحوش الكاسرة علما بأن معظم الوحوش الكاسرة لا تقتل بدافع انتقامي او عدواني وانما تقتل لكي تأكل وحين تشبع لا تشن هجوما علي الكائنات الاخري.
سوف يثار جدل حول تلك القضايا ثم يتراجع الحدث في الاهمية وينساه الناس الي ان تقع واقعة اخري فيتجدد الاستنكار والنفور والنقاش.
من حق كل مجتمع ان يرسم الحدود التي تؤمن لكل اطيافه الامن والامان. ولكن مازالت المرأة والطفل في مجتمعاتنا هدفا للكثير من السلبيات . والاسباب كثيرة وابرزها ان الطفل كائن ضعيف لا يملك من امر نفسه شيئا لأن ربنا اودعه أمانة عند الوالدين الي ان يشتد عوده ويصبح قادرا علي التمييز بين الصواب والخطأ. والي ان تشارك النساء في صنع القرارات التي تتأثر بها حياة الاسرة ستظل القوانين غير منصفة وبعيدة عن العدل والصواب.
من دواعي الهم ايضا ان تخرج اصواتا توصي بان تغطي وجوه الفتيات دون سن البلوغ حتي داخل البيوت حتي تصير البنت في مأمن من نظرة والد قد تزوغ عينه علي ابنته الطفلة او قريب من الدرجة الاولي او شقيق او ابن عم وكأننا نوصي بتأمين ذوي المشاعر الشاذة بكنس امارات الانوثة مهما كانت بريئة من طريقهم بدلا من علاج مثل هذا السلوك الشاذ من الجذور اما بالموعظة او بالتوعية او بسن قوانين رادعة لا تهاون في تطبيقها.
قبل ظهور الاسلام كان وأد البنات امرا مقبولا فما الذي استجد مؤخرا بحيث يعود الوأد يطل علينا بوجهه القبيح متنكرا؟
لقد انجب رسول الله صلي الله عليه وسلم عدة بنات من السيدة خديجة ام المؤمنين فهل يدخل في روع احدنا مهما كان منشقا عن سنة نبيه ان النبي داخلته مشاعر شهوة نحو بنت من بناته؟ السيرة النبوية تؤكد ان رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يضرب خادما فما كان ابعده عن تعذيب بنت من بناته او صب ماء مغلي علي طفل من اطفاله.
اين اصوات الرجال الذين يستنكرون مثل هذا الفعل ؟ ليتني اسمع كلمة حق ترد الي الاحساس بأن الدنيا مازالت بخير.
فوزية سلامة
نقلا عن موقع ياهو كتوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق